تبقى النجوم شامخة مضيئة وتبقى الشمس ساطعة مشرقة طول زمانها وعبر سنينها فإن غابت هنا تشرق هناك.. هكذا عرفت المربي الفاضل الأستاذ عبد الكريم بن حمد الحقيل مدير عام التربية والتعليم للبنات في جدة، فهو غني عن التعريف، كيف لا وهو قامة تربوية وتعليمية سامقة كان له دور فاعل ومساهمات مؤثرة إيجابية متنوعة في دعم مسيرة التربية والتعليم للبنات في محافظة المجمعة، ثم في منطقة مكة المكرمة بشكل عام، وتعليم جدة بشكل خاص.
هذه الشخصية القيادية الفذة والإنسان الخلوق والرجل المخلص ذو العلاقات الناجحة مع جميع من يتعامل معهم تعرفت عليه عندما كان مساعدا لمدير عام التربية والتعليم للبنات في المنطقة الغربية قبل نحو 19عاما وأنا في بداية مشواري الإعلامي، ثم شاء الله أن يجمعني به في المجال التعليمي والتربوي فوجدته صادقا مخلصا أمينا، ومهما تحدثت عنه لن أوفيه حقه.
لم يكن تميز ونجاح أبي سعود وليد الصدفة أو نتاج الحظ، ولكنه العمل المخلص والنية الصادقة والجهد المخلص والتفاني في العمل مع طيب السريرة ودماثة الخلق وحسن التعامل، ولا شيء أصعب على الإنسان من بعد شخص بهذا القدر من الصفات والأخلاق الحميدة، وقل أن توجد في هذا الزمان وجود أنموذج فذ من الرجال ولكن وبقوة النظام كان لا بد للفارس أن يترجل ويستريح بعد سنوات طويلة امتدت لأكثر من 35 عاما من الجهد المتواصل والعمل الكبير في خدمة العملية التعليمية والتربوية، وأن يودعنا اليوم بجسمه ولكنه يظل معنا وفي قلوبنا للأبد.
كان حريصا على متابعة المشاريع التي يجري تنفيذها في المنطقة في إطار اهتمامه بتوفير المكان المناسب للطالبات، مع ضرورة توفير كل المستلزمات الدراسية من مناهج ومعامل ومختبرات وتقنيات حديثة قبل انطلاقة العام الدراسي في كل عام بوقت كاف لكيلا يكون هناك أي تعثر للعملية التعليمية والتربوية لكي تؤدي المعلمات دورهن الفاعل في المدارس، كما كان يعالج كل مشكلات وهموم المراجعين بكل حكمة ودقة واقتدار، ويتابعها حتى يصل للحلول المجدية، ناهيك عن حرصه الشديد ومتابعته في تسجيل أي طالبة في المرحلة الابتدائية سواء كانت سعودية أم وافدة، مع ضرورة إيجاد مقعد لها في أي مدرسة.
هذا هو الحقيل تعلمنا منه الحنكة والحكمة في التعامل مع الآخرين، كما تعلمنا منه الصبر في مواجهة أية مشكلة والعمل على حلها بكل يسر وسهولة.
وهو إلى جانب ذلك كان متواضعا وحريصا على مشاركة زملائه التربويين وكذلك الإعلاميين أفراحهم وأتراحهم وكان يلازمهم في جميع مناسباتهم، مسجلا بذلك أروع صور التواصل والتواد والتقارب وإن أنس فلا أنسى وقوفه بجانبي عندما توفيت زوجتي (أم أروى) وسؤاله الدائم عن أحوال بناتي وضرورة العناية بهن.